هل تداول البيتكوين حلال أم حرام؟

قبل تقييم إن كان تداول البيتكوين حلال أم حرام، دعنا نلقي نظرة على ماهية عملات البيتكوين في الواقع. تتكون كلمة بيتكوين من الكلمتين بت وكوين. البت هي أصغر وحدة رقمية وكوين هي الكلمة الإنجليزية التي تعني "عملة"، لذا فإن عملات البيتكوين هي عملات رقمية موجودة افتراضيًا فقط. 

يوجد الآن الآلاف من العملات الرقمية المختلفة، ولكن بيتكوين هي الأولى والأكثر شهرة منهم. مطور عملات البيتكوين هو ساتوشي ناكاموتو، وهو اسم مستعار فقط، لأنه لا أحد يعرف حتى يومنا هذا من يقف وراءها - سواء كان شخصًا واحدًا أو مجموعة كاملة. 

إن الإسلام جاء قبل البيتكوين، لذا فلا يوجد نص صريح يحرم أو يحلل العملة الرقمية، فليس من الواضح بشكل قاطع ما إذا كانت عملة البيتكوين حلال أم حرام. فالأمر الآن متروك لعلماء المسلمين لتفسير قوانين الشريعة حول التمويل والمال ولتحديد ما إذا كان يجب على المجتمع استخدام عملة العصر الجديد أم لا. 

تبحث هذه المقالة في موقف العلماء المختلفين من جميع أنحاء العالم بشأن العملات المشفرة، سواء كانت عملة البيتكوين حلالًا أو ما إذا كان يُسمح للمسلمين بالمشاركة في تداول العملات المشفرة من عدمه. 

وفقًا للقوانين الإسلامية، فإن العملة هي أي شيء له قيمة. من الناحية المثالية، لا تتقلب قيمة العملة بسرعة. هذا لأنه، بموجب الشريعة الإسلامية، يتضمن تبادل العملات تبادل بنود ذات قيمة مماثلة، أي أنه يمكن اعتبار القمح كعملة، لأن له قيمة، ويمكن تبادله مع سلعة أخرى، وهو ما كان يتم في السابق. 

وبمرور الوقت، تم التحول للعملات الورقية، التي تتعامل بها الآن معظم الدول الإسلامية، فعلى الرغم من أن الورقة المصنوع منها النقود ليس لها أي قيمة جوهرية، إلا أن القيمة تكمن في قيمة هذه الورقة وتصنيفها وفئتها. 

العملات المشفرة هي ببساطة شكل رقمي من العملات. استنادًا إلى تقنية بلوكتشين، يقوم المتعاملون بتشفير البيانات لتمكين المعاملات دون تزوير. وهذا يتماشى مع الفهم الإسلامي للعملات بشكل عام. باستثناء أنه بدلاً من الورق، يقوم دفتر الأستاذ الرقمي اللامركزي بتخزين البيانات.

ولكن هذا ليس رد قاطع بإجازة تداول البيتكوين، فبحسب الإمام ابن تيمية:"عندما يتم تداول العملات والأموال بقصد الاستثمار والربح، فهذا مخالف لمقاصد المال الثمانية".

ولهذا حرم الإسلام الفائدة. هذا هو أيضًا المنطق الذي يجعل الكثيرين يجزمون بأن البيتكوين ينتهك مبادئ التمويل الإسلامي. كما نعلم، فإن بيتكوين، مثل معظم العملات المشفرة، شديدة التقلب. هذا يؤدي إلى أرباح باهظة وكذلك خسائر لحاملها. إنها تعمل كأداة استثمارية أكثر من كونها عملة في الظروف الحالية. 

لا يعد تعدين البيتكوين أكثر من عملية التحقق من المعاملات على بلوكشين. يقوم عمال مناجم بيتكوين الذين يتحققون بنجاح من المعاملات بتقديم خدمة لمستخدمي بيتكوين بالإضافة إلى توفير الأمان لشبكة بيتكوين ويتم مكافأتهم على جهودهم ولا يوجد أي حرام في هذا الشأن.

ولكن، مؤخرًا أخذت بعض الحكومات قرارات لتقنين تداول البيتكوين، بل سمحت باستخدام العملة بشكل قانوني، مثل السلفادور والتي قامت بذلك في 2021. 

أصدر المفتي الكبير شوقي إبراهيم علام، من دار الافتاء في مصر، فتوى في ديسمبر 2017 تنص على أن جميع استخدامات العملات المشفرة حرام أو ممنوعة - بما في ذلك الشراء والبيع والتأجير. وفي 2021، صرح الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، أن هناك سبب واحد فقط لإجازة التعامل بالبيتكوين وهو أن يصدر البنك المركزي المصري قرار بأن تعامل البيتكوين لا يضر بالاقتصادالمصري، وأن يتم تنظيمه بشكل قانوني.

لن تجد من يقول لك بأن تداول البتكوين حلال أم حرام بشكل قاطع، فلكل جانب فلسفة يستند إليها، وأسباب جعلته يصدر حكمه. لذا، عليك بالبحث المكثف حول هذا الأمر، والرجوع إلى دور الفتوى في بلدك، حيث أن القوانين وبعض الفتاوى تتغير بمرور الوقت مع اختلاف مجريات الأحداث وتغير الاقتصاديات حول العالم.